أخبار

مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط يبدأ فعالياته

 

الدوحة في 20 مايو /قنا/

انطلقت اليوم بالدوحة أعمال مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، الذي افتتح في وقت سابق اليوم، بحضور أكثر من 200 شخضيّة يُمثلون أكثر من 40 بلداً ومنظمة وهيئة دولية.


وقد عقد المؤتمر الذي يستمرّ يومين ويقام بالتزامن مع مُنتدى الدوحة، في اليوم الأول جلسته العامة التي تناولت التطوّرات المستقبلية في علاقة أمريكا وأوروبا بالشرق الأوسط وفرص استمرار هذه العلاقة مع تطوير الولايات المتحدة مصادر جدية للطاقة والتوجّه أكثر إلى الاقتصادات الصاعدة في آسيا.


كما تناولت الجلسة الثانية في المؤتمر التحديات والفرص الاقتصادية في الشرق الأوسط ما بعد الربيع العربي، وفي نقاش عام تناول المُتحدّثون خلالها عمليات التحوّل في الاقتصادين الأردني والفلسطيني كيفيته وانعكاساته.
وفي الجلسة الثالثة تحت عنوان "اقتصاد ما بعد الربيع العربي: حالة سوريا" تركز النقاش على العمالة في القطاع العام والإعانات وغيرها من التحدّيات الخاصة بالمنطقة واستكشاف كيفية معالجتها، وتمحور الحديث في الحالة السورية تحديداً حول أهمية إعادة تطوير الصناعات الصغيرة وخلق فرص العمل.


ومن المقرّر أن يُواصل المؤتمر الذي يُعقد بالتعاون بين اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية ومركز تنمية الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا، أعماله غداً بعقد ست جلسات.
ففي الجلسة الرابعة ينتظر أن يتطرّق المؤتمر إلى مستقبل التعليم في الشرق الأوسط، وخلق الأعمال الجديدة وليس الوظائف فقط، كما تتناول الجلسة الخامسة تغيّرات نماذج الاستثمار التقليدي وتحاول الإجابة عما إذا كان مسار النمو في الأسواق الناشئة في خطر.
وفي الجلسة السادسة يتوقع أن يركز المؤتمرون على أثر الاستثمار في بناء المجتمعات وتوجّه الشرق الأوسط نحو آسيا، على أن يتناولوا في الجلسة السابعة التحديات الاقتصادية للربيع العربي والنموذج المصري، فضلاً عن الثقافة والكوميديا ودورهما العابر للحدود في تقاسم الأفكار.
ويتساءل المؤتمر في جلسته الثامنة عمّا إذا كانت القيادات الشبابية تستطيع بناء مستقبل الشرق الأوسط وما إذا كانت الصين والهند واليابان الشريك القادم للشرق الأوسط.


ومن المقرّر أن تنتهي فعاليّات المُنتدى والمؤتمر بجلسة ختامية مشتركة يعقدها سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي، رئيس اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات والبروفيسور ستيفن سبيغل مدير مركز تنمية الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا.


يُذكر أن المؤتمر الذي تتوزّع مواضيعه على أربع عشرة جلسة وورشة عمل، يقدّم نظرة شاملة للقضايا الساخنة في المنطقة وفي العالم وتضمّ مناقشاته لهذا العام مجموعة واسعة من القضايا المُلحة وذات الأهمية البالغة بالنسبة لمستقبل المنطقة.


ويجمع المؤتمر هذا العام نخبة مُتميّزة من الشخصيات البارزة من اقتصاديين، وخبراء وباحثين وأكاديميين ورجال الأعمال وصانعي القرار من جميع أنحاء العالم للتعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار بخصوص الآفاق المستقبلية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في المجال الاقتصادي.


وكانت مناقشات المؤتمر للعام الماضي شملت مجموعة واسعة من القضايا المُلحة وذات الأهمية البالغة بالنسبة لمستقبل المنطقة، توزّعت على ثلاث عشرة جلسة وورشة عمل منها على سبيل المثال:"دور الأزمة المالية العالمية في إعادة هيكلة السياسة الاقتصادية والتداعيات على الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي"، "وسائل مواجهة تحدّيات الأمن الغذائي في الشرق الأوسط"، "البيئة الاستثمارية في المنطقة/ ودول مجلس التعاون الخليجي"، "حقول الغاز في شرق المتوسط" و"لماذا انهارت الـيـونان؟".


ويتشارك المؤتمر مع منتدى الدوحة الجلستين الافتتاحية والختامية ويعتبر المُنتدى أحد أبرز المُنتديات العالمية في مجال الشؤون الدولية. ويجمع في دورته الحالية، الثالثة عشرة، القادة السياسيين والخبراء الدوليين لمناقشة أهمّ القضايا على الساحة الدولية في الظرف الراهن، بالإضافة إلى أبرز القضايا والتحدّيات التي تواجه الشرق الأوسط اليوم وخصوصا القضايا ذات الأبعاد العالمية.


ويُوفّر كلاهما، المُنتدى والمؤتمر، بذلك فرصة لمعاينة أحدث المستجدّات والتطوّرات في الشؤون الدولية والسياسات المستقبلية المطروحة لمواجهة التحدّيات في نظام عالمي يشهد تغيّرات متسارعة.


اما الجلسة المسائية الثانية للمُنتدى تحت عنوان " العرب وتحدّيات المستقبل في عالم متغيّر أي نظام عالمي جديد" فقد جرى خلالها طرح عدد من أوراق الأعمال حول الولايات المتحدة والخليج "كيفيّة التحوّل من تزاوج المصالح إلى قوّة من أجل الخير"، وورقة عمل حول الولايات المتحدة وتحدّي الموقع والمكانة وأيضاً أوروبا وتحدّي البناء الأوروبي ودور المجتمع المدني في الحوكمة العالمية إضافة إلى ورقة عمل حول روسيا الاتحادية "سمات القوّة الروسيّة ومسار العودة إلى بناء المكانة والدور العالميين وتحديد الأولويات في هذا الصدد" وأخيراً ورقة عمل حول الصين الشعبيّة والاقتصاد في خدمة السياسة الخارجيّة .


وأبدى رئيس الجلسة الدكتور ناصيف حتي، المُتحدّث الرسمي للجامعة العربيّة فى باريس، بعض الملاحظات حول التحوّلات الأساسية فى النظم السياسية في المنطقة العربية والعالم .


ورأى أن هذا التغيّر "حدث فى الغرب بعد سقوط جدار برلين وفى المنطقة العربية بعد سقوط جدار الخوف". كما تطرّق إلى نماذج مختلفة من النظم السياسيّة، ثنائيّة، أفريقيّة صينيّة مثلاً، أو متعدّدة الأقطاب لكنها شديدة التعقيد. وتساءل عمّا إذا كان دور القوى العظمى قد انتهى وما إذا كنا أمام تراجع للدور الأوروبى ، وقال إن روسيا تبحث عن دور دولى، فيما تبحث الصين أيضاً عن دور دولي يدفعه الاقتصاد.


من ناحيته تحدّث ريتشارد لوبارو، سفير أمريكى سابق، زميل أول المجلس الأطلنطي، عن العلاقات الأمريكية الخليجية ورأى أنها فى أفضل حالاتها. وقال إنها علاقات مهمّة يتمّ اختبارها باستمرار، رغم بعض الأحكام المسبقة حولها والمفاهيم الخاطئة التي تتأثر بها أحياناً.


واقترح بعض العناصر لاستمرار هذه العلاقة ومنها إعداد جدول أعمال طويل المدى بشانها وضرورة بذل جهود إضافية من الجانبين لتعزيز تعاونهما المشترك والتنسيق بينهما وخاصة فى مجالات المساعدات الخارجية للدول مثل مصر، فضلاً عن أهمية توصلهما لقواسم مشتركة حول التعامل مع الدول التي تعيش مراحل انتقالية والتفكير في حوار واستراتيجيات طويلة المدى لدعم الاستقرار والنمو.كما دعا إلى مزيد من الاحترام للعملية التشاركية بين أمريكا ومنطقة الخليج ومناقشة المبادرات والأجندة الطموحة لتعميق العلاقات بينهما.


بدوره تحدّث السيد باسكال يونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية عن والوضع الراهن في القارة الأوروبية وتحدّي البناء الأوروبي والتحدّيات التي تواجهها على الصعيد الاقتصادي والسياسي .


ورأى أن أوروبا نموذج لتعدّدية الأطراف وأنها منذ وقت طويل عدلت عن محاولات فرض وجهة نظرها على العالم "وبإمكانها أن تكون شريكاً فاعلاً وقوياً في الحوار والتعاون العالمي رغم التحدّيات التى تعانيها الآن".


ودعا في هذا السياق البلدان الغربية والأوروبية إلى التعامل بإيجابية مع الأسواق الناشئة، وقال "يجب أن نغيّر طريقة تعاملنا مع البلدان الناشئة وينبغي أن نتعامل معها كفرص وأسواق جديدة للبلدان الأوروبية والغربية".
وفي حديثه عن النظام العالمي الجديد رفض فكرة وجود نظام عالمي، وقال "هناك خلل عالمي نعيش فيه فلسنا في عالم أحادي القطب ولا متعدّد الأقطاب لأنه لا قوّة اليوم تضاهي قوّة الولايات المتحدة".


إلى ذلك تطرّق السيد ديفيد أرمسترونغ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة عن دور المجتمع المدني في الحوكمة العالمية والتحدّيات والفرص في هذا المجال، فيما تحدّثت السيدة يلينا سوبونينا مسؤولة مركز آسيا والشرق الأوسط في المعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية عن روسيا الاتحادية وسمات القوّة الروسية ومسار العودة إلى بناء المكانة والدور العالميين وتحديد الأولويات في هذا الصدد.


يُشار إلى أن مُنتدى الدوحة في نسخته الثالثة عشرة يتناول تأثير النظام العالمي المُتغيّر على العالم العربي والإشكالات التي يواجهها الاقتصاد العالمي وتأثير ذلك على التنمية والتحدّيات التي تواجه الديمقراطيات الجديدة في الشرق الأوسط وآفاق التعاون الدولي ومتطلبات وسبل إنجاحه وأهميّة الإصلاح المؤسساتي ما بعد الربيع العربي وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على حقوق الإنسان والتحدّيات والفرص التي تقدّمها وسائل الإعلام الرقميّة  بين أفعال الحرب الإلكترونية وصولاً إلى الدبلوماسية الرقمية.

 

ويُعتبر مُنتدى الدوحة أحد أبرز المُنتديات العالمية في مجال الشؤون الدولية ويجمع في دورته الحالية، الثالثة عشرة، القادة السياسيين والخبراء الدوليين لمناقشة أهم القضايا الملحّة على الساحة الدولية اليوم، بالإضافة إلى أبرز القضايا والتحدّيات التي تواجه الشرق الأوسط من الشؤون ذات الأبعاد العالمية وهو بذلك يوفر فرصة فريدة لمُعاينة أحدث المُستجدّات والتطوّرات في الشؤون الدولية والسياسات المُستقبليّة المطروحة لمواجهة التحدّيات في نظام عالمي يشهد تغيّرات دراماتيكيّة.
منظم
متابعة منا